top of page

                                سأم وحنين

قصة القصيدة: بعد تخرج الشاعر في كلية الطب سنة 1973 عاش سنة الامتياز في كنساس ستي – ميزوري  Kansas City, Missouri بعيدًا عن الأهل والوطن، وبعيداً عن الأصدقاء في ولاية كولورادو التي عاش فيها ثماني سنوات، فانتابه يوماً سأم شديد، وشعر بالحنين إلى الأهل والأصحاب في الخليج، فكتب هذه القصيدة.

سئمتُ  الزمانَ   سئمـتُ المقرْ       سئمتُ  حياتي  فأينَ   المَفرْ؟

بكيت   حياتي  بكـيتُ صـبايْ        وسالت دُموعي كسيلِ  المَطرْ

غريبٌ   فويليَ  أيـنَ   الخليجْ        ليغسلَ دمع الأسى  والضجرْ؟

تذكرتُ   نفسيَ  بيـن  الصغارْ       فيا ليتنا لم نزلْ  في  الصِّغرْ

فديتُ  الصحابَ فديتُ الخليجْ       خليجَ   الفؤادِ   خليجَ  البصرْ

سبَحنا  وغُصنا   ذراعاً  وبـاعْ       نغازلُ فيه ... عروسَ  البحَرْ

لعِبنا .. وِصدنا صباحَ  مسـاءْ       "شناييب ييمٍ" ..  أتتـنا  زُمرْ(1)

ونُنصتُ للطيرِ عـندَ   الغروبْ       يغرِّدُ   للكونِ   فوقَ   الشـجَرْ

ونسجُدُ  فوقَ الحصيرِ  العتيقْ       ونتلو مع القومِ  بعض  السُّوَرْ

ونلعَبُ  طولَ المساءِ  الجــميلْ       وندفِنُ  أرؤسَنا  فـي  الحُفرْ(2)

فما  همّنا  ما   يقـولُ   الكـبارْ       ولا   راعنا   ما رأوه   خطـرْ

تعاركتُ  حتى عَـلاني  التُّرابْ       وما همَّني ضِحكُ مَنْ قد ظَفرْ

نحدِّثُ  أصحـابنا  في  المساءْ       ونسهرُ  حتى   يغيـبَ  القمرْ

وأذكُرُ  تهويدَ  أمـي    الحنونْ       وتجلسُ  حتى  ينامَ   حَـجَرْ(3)

فيا ليت  ذاك   الزمـانَ   يعـودْ      لأنعُمَ  بالعيشِ .. بين   البشرْ  

  كنساس ستي- كنساس 4-5-1974

الهوامش:

1- شناييب: جمع شنيوب، حيوان برمائي (سرطان البحر). ييم: طعام يوضع فوق الصنارة لصيد السمك.

2- قال الشاعر: "كنا نلف رأس اللاعب بغترة ثم نضع الرأس في حفرة صغيرة ونغطيه بالتراب لمدة ثوان، ونسأله أسئلة، وكان اللاعب قادراً على رفع رأسه من الرمل متى شاء".

3- هودت: غنت  للطفل  كي  ينام.

 

bottom of page