من رباعيات حجر
قلبي به الحُبُّ ما في القلبِ من وَضَرِ فاسمعْ لشِعري ولا تجنحْ إلى الضجَرِ
اسمعْ بصـــبرٍ لمنْ قد كانَ خالفَكمْ تزددْ علـوماً وآفــــاقاً منَ الفِكَرِ
تُضفي عليـنا الليــالي حكمةً وحِجاً إذا المَشيبُ سرى فــي مُعظمِ الشعَرِ
أقولُ صِـدقاً ونــورُ الحـقِّ أُبصرُهُ فالحقُّ عنديَ مثلُ الشمــسِ والقمرِ
أُحِبُّ صَحـــبي بـلا مَيْنٍ ولا مَلَقِ وحبِّي الخَلْقَ من طـبعي ومن خُلُقي
إن فارقوني أرقــتُ الشـــعرَ أذكرُهم ذاك الفِراقُ يُصيبُ النــفسَ بالفرَقِ
إنْ أوّلَ النـاسُ أشعــاري شــكرتُهُمُ إن كنـتُ متَّـفِقاً أو غــــيرَ متَّفِقِ
أُصغي إليهم وإن شطَّــت خواطرُهمْ برحبِ صدرٍ كرحبِ الأرضِ لم يضقِ
من رامَ مجداً تخطَّى الصعبَ والخَطَرا واستحملَ الشوكَ يَجني الشهدَ والثمرا
للهِ درُّ رجـالٍ جـاهـــدوا بــدَمٍ لم يقبلوا الذُّلَّ فــي أوطـانِهم قَدَرا
بل لقنوا غــازيَ الأوطـانِ ملحمةً ما نالَ بالظلـمِ من عــدوانِهِ وطَرا
فحاذِروا فتــنةً يـرجو العـدوُّ لكمْ واستأصِلوا ذنـباً واستلـبِسوا الحذَرا
إن صُنتَ وجـهَكَ عن هذا وهـــاتيكا فـرزقُ ربِّكَ يا صــاحِ سيــأتيكا
فصُنْ جبينَك عـــن ذُلٍّ ومسأَلــةٍ فعِزَّةُ النــفسِ أغنــتني وتُغـنيكا
فإن قنِعـتَ فـكــلُّ الأرضِ تملِكُها والبدرُ والشمسُ بعضٌ من مـواليكا
فاسعدْ بحُلــمِــكَ فـالأيامُ مــقـبلةٌ العِلمُ يُغــني ودُرِّ المـالِ يَفــديكا
أخط شِــعري بإمعـانٍ على الوَرَقِ كأنه التبرُ أو قد صِـــيغَ من وَرِقِ
لا هجــــوَ فيه ولا فحشاً ولا كذباً لأنه صـــورةٌ منّـي ومـن خلُقي
ويقرأ الصحبُ أشــعاري وأسمعُهم يُطرونُه لـؤلـؤاً قد صُفَّ فـي نسَقِ
ما أسهلَ الشعرَ لولا عـــسرُ قافيةٍ وأحسنَ الحبَّ لـولا كثرةُ القَلـــــقِ
عَزَفتُ عن عزفِ لحنٍ صـاخبٍ وغِنا إذا المغني كتيـسِ الحيِّ مــا سكنا
أما الصغارُ فصخبُ الـيومِ ســرَّهم قفزٌ غريبٌ ورقــصٌ ماجـنٌ وخَنا
أحِــنَّ للشـدوِ والألحـانِ هـادئةً تُريحــــني وتـسلِّي القـلبَ والأُذنا
إن كان في الناسِ من يغفو على نغَمٍ ككوكبِ الشرقِ في أطـلالِها .. فـأنا
أراقمٌ في لبـاسِ الإنسِ قــــد طلعتْ لكنّها من حـــليبِ الجنِّ قد رضَعتْ
إن صـافحتْكَ فلا تأمنْ لبـــسمَتِها إن قبَّلتكَ فقد عـضّتْ وقــد لَسَعتْ
فابعدْ ولا تنخدعْ فــي لمسِـها أبداً لينَ الجلودِ وســـمَّ النابِ قد جَـمعتْ
فاحـذرْ ولا تأمنِ الأفـعى وإن لَطُفت إن الأفاعي علـى نهشِ الورى طُبعتْ
يأيها السحرُ في ضادٍ عــلى الورقِ يأيـها التـبرُ والألــماسُ في العُنُقِ
قد خصَّكَ اللهُ في قــرآنِهِ شــــرفاً بوصـفهِ (عربـياً) غــيـرَ مختَلَقِ
فالشعرُ والــنثرُ في أرجـائنا عبقا بسحرِ قــولٍ وأفــقٍ غـيرِ مُنغلِقِ
لا تجحَدوا لــغةَ القــرآنِ ويحَكمُ إن يفنَ قــولٌ فقــولُ اللهِ فيهِ بقي
ما حلَّ في منزلي للضـــيفِ دُخّانُ مهما رجــا صـاحبٌ أو لامَ ضِيفانُ
فلن أجاملَ في حــقٍّ وإن عَـتِبـوا ولا ألينُ لســـوءِ الـرأي إن لانوا
سأرفضُ التَّبـــغَ في داري وألعنُهُ لو خالــفـتني عليه الإنسُ والجانُ
لو دخّن الجنُّ مـثلَ الإنسِ لانقرضوا لكن نهــاهم عن البلوى سـليمانُ
جلستُ أنظرُ نحــوَ البحرِ في الأُفقِ والشمسُ غابـت وحــلت حمرةُ الشفَقِ
أرنو إليهِ ومـــوجُ البحرِ يُطـربُني حتى كساني سـوادُ الليلِ فــي الغسَقِ
فقلتُ للبحرِ لمّا غـــابَ عن نــظري والليلُ يسترُ لجَّ البــحرِ عن حدَقي
فراقُكم مُفرِقي حــــاشاكَ لم أَطقِ أكاد أهلكُ إن فارقـــــتَ من فرَقي