حنين
-
سَلا النومُ عن عينيْ ولم أدرِ ما يُسلي وناشدتُه وصـلاً فمـا سَّرهُ وَصْلــي
-
فما حيلتي والنــومُ ينأى مُمــاطِلاً يُراوغُنـي دهراً ويُمعنُ فـي المـطْلِ
-
فَمُذْ زالَ نَومي زادَ غَمِّـي ووَحشَتـي وزادت همومُ الدهرِ سأْمي مـع الأزْلِ
-
وطـارَ فُؤادي والخَـــواطِرُ جَمَّـةٌ وطاوَعه في النأيِ عن حاضري عقلي
-
فقلـتُ اتْبَعانـي يا خليــليَّ سـاعةً لنسرَحَ في وادٍ ونمـرحَ في سـهـلِ
-
ولا تَبْعُدا عنـي بصُــبحٍ وغُبشــةٍ فلن تجِـدا خِـلاًّ لمثليــكُما مثـلي
-
خليلـيَّ هيَّـــا فالسِّبـاعُ طليقــةٌ وقد كشَّرتْ في الليلِ عـن أنيُبٍ عُصْلِ
-
خليلـيَّ ما هـذي الرِكـابُ رَكائـبي فلا ناقتي فيـها تســيرُ ولا رَحـلي
-
فإن شِئتمـا وَصلاً لعصـرِ طُـفولتي فإنـيَ في شــوقٍ إلى ذلكَ الوصـْلِ
-
سنسبَحُ في بحرِ الظلامِ إلى الصِّـبا ومن سِيفهِ نَجـري إلى مَربَعِ الأهـلِ
-
أَحِنُّ إلى عصـرِ الطفـولةِ والصِّبا وعصرٍ به الأحـلامُ أمضَى من النَّصْلِ
-
وعصرٍ به الأطفالُ شبَّتْ على الثَّرى تُلامسُ ما في الأرضِ والبحرِ والنخلِ
-
ويَعْـقِلُ طفلُ الأمـسِ قـبلَ فِطامِهِ ويرفَعُ إسمَ الأهـلِ بالقـولِ والفـعلِ
-
فما أنصفوا الأطفالَ في القولِ: جُهَّلٌ وما فرَّقـوا بيـنَ البَـراءةِ والجهْـلِ
الشرح:
3. الأزْل: الضيق، الشدة
الغُبشة: ظلمة الليل.
العُصل: الصلبة، المعوجة.
السِّيْف: ساحل البحر.
الأحلام: العقول.