فالـح
قصة القصيدة: كان الشاعر ومجموعة من الطلبة يزورون زميلاً بمناسبة العيد في شقته في بولدر-كولورادو. وأطلق على الزميل اسم فالح وهو ليس اسمه الحقيقي. ولما قام فالح يقدم الشاي، نصحه الطلبة مازحين بأن يبدأ بتقديم الشاي إلى الشاعر قبلهم، وإلا سيهجوه، فرفض فالح متحدياً، وطالب الحاضرون الشاعر بأن يهجو فالحاً. أما فالح فتحدى الشاعر قائلاً: "لا تستطيع"، عندها أخذ الشاعر قلماً وورقة من فالح وجلس في ركن المطبخ، وكتب في الحال هذه الأبيات قبل شرب الشاي. ولما قرأها، ندم فالح على تحديه للشاعر فقام وقبله على رأسه معتذراً، ورجاه أن يمزق القصيدة، فرفض، وقال بل نحتفظ بها للذكرى، فكان ذلك. وحذف من القصيدة الأبيات التي تدل على شخصية صديقه وعوض عنها بالتفعيلتين العروضيتين في البيت الأول. ولقد زار فالحٌ الشاعر حديثاً في الدوحة بعد 36 سنة من قصة الشاي المذكورة أعلاه، ومعه أناسٌ لا يعرفهم الشاعر. وهمس في أذني الشاعر وهما يتعانقان عند الباب: "لا تذكر قصيدة المداعبة القديمة أمام هؤلاء".
تـردّى رِداءً بالـرَّداءةِ فالحُ (فعولنْ مفاعيـلنْ) سخيـفٌ وطالحُ1
فإن كان قد أقذتكَ منه دَمامـةٌ فما النَّعلُ إلاّ وَجهُـهُ والملامِـحُ
تقول اهجُني إن كنتَ صاحبَ قُدرةٍ وقلبُكَ مـرعوبٌ ووجهُكَ كالحُ
فإن كنت تلهـو يـا فويلحُ فاتّعظْ فإني ذكرتُ الحـقَّ مـا أنا مازحُ
بولدر – كولورادو Boulder, Colorado) 1967)
الهوامش:
1. (فعولن مفاعيـلن): وضعها الشاعر بدلاً من الألفاظ الحقيقية التي تدل على لقب وشخصية الصديق المداعَب.