أرق في جنيف
طارَ الكرى مِنْ عُيونِي فرحتُ فــي الليلِ أَسـأمْ
وحـلَّ همٌّ بصــدري والهمُّ في اللــيلِ أغشـمْ
ما أن أزلــتُ سِتـاراً إلاّ المـــسا يتـــبسَّمْ
فخفَّ همــي وجاءتْ خواطــرُ الشعـرِ تقـحَمْ
نامـتْ جُنيفُ وحَـولي مسـاؤُهـا ليــسَ يَعْتَمْ
حتى البحيرةُ نـامـتْ بحيرةُ العِــشـقِ تَعْلَـمْ
يا ليتَهــا أخـبرتني يـا ليــتها . . . تَتـكلّمْ
كَـمْ شَاهدتْ مِنْ مُحبٍّ وعَــاشــقٍ ومُـتَيَّـمْ
يُعانـقُ الصّـبُّ بـدراً والكـونُ يشــدوُ ويَفْهَمْ
فالحُبُّ فيهـــا مُباحٌ لمن صــبـــا وتَهـيَّمْ
سَرَحْـتُ أذكر شِعـراً عن حُبِّ مـن قـدْ تَقـدَّمْ
كابن المُلـوَّحِ قـيـسٍ وإمـرئ القـيـس أعظمْ
فهَزَّنـي الشـعـرُ هـزًّا كـمُطـرِبٍ يَـتَرنَّـــمْ
حـتى نَسِيتُ بــأني مُسـافــرٌ يتــــألّمْ
قد يَغْضَبُ البعضُ مني وقــد أُلامُ وأُشتـــمْ
إذا أتيـــتُ بـــرأيٍ أو أنّــنـي أتـــبرّمْ
دربُ الـمُحِبِّ عسـيرٌ دربُ المنــافـقِ (أولمْ)
إن كانَ في القول نـارٌ نـارُ الحَـقيـقةِ أضـرمْ
لـم يَخْلُـــقِ اللهُ إلاَّ فــي جَنَّةِ الخُــلدِ آدمْ
لمـا نَفـاهُ بعـــيداً إلى الخــليــجِ تقـدّمْ
فـذاقَ في الصيفِ حرًّا حتـى اكـتـوى وتـندَّمْ
وفـي جِنـانِ جُنـيفٍ حَـوّاءُ عاشـت لتنعـمْ
ففي دياري خلـــيجٌ ولـيلُـه صـار أظـلـمْ
نامـت هُنَـالكَ أهـلي والنـومُ أجـدى وأسـلمْ
فـلا الصديقُ صــدوقاً ولا الحــكيمُ يــكَـرَّمْ
حتى الصداقـةُ عـانت بــدونِ عشـقٍ مُحـرَّمْ
والبعضُ يَحسُدُ حــتى من عاش في الأرض معدمْ
فندق برزدنت – جنيف 7-5-1992