أيا شباب العرب
أيا شبـابَ العـَربِ يا منْ عـلا في الرُّتَبِ
ما بالُكم لمْ تقرؤوا ما قد جَـلا في الكُتبِ
عن عادةٍ سيئــةٍ تسوقُكمْ للعَطـــبِ
سيجارةٌ إن أُحرقت تَحـرِقُكم باللهــبِ
دُخانُـها مُسَــــمِّـمٌ لأهلِكم والعَقِــبِ
سيـجـارةٌ "خبـــيثةٌ" يشمَلُها قولُ النبي
أحلَّ ربي الطـيّبـا تِ، غيرَها لا تقربِ
أصولُــها بعـيدةٌ وضِيعةٌ في النَّسبِ
أليس من يسمعُني مجاهِراً في خُطـبي؟
كأننــي مُـؤذِّنٌ مؤذِّنٌ في الخِـرَبِ
ما بالُكم لم تسمعوا؟ أما عرفتـم أرَبـي؟
كم من بريءٍ قد قضى بسكتةٍ أو وَصبِ1
كم مِنْ صغيرٍ قد بكى لفقدِ عـمٍّ أو أبِ
سيجارةٌ قد يتَّمــت وأثكلت وا عجبي!
أيا صحــافَ العربِ هلاَّ سمعتم عَـتَبي
أعلنتمُ عن سِلـعةٍ في صفحةٍ بالذهبِ
أعلنتمُ عــن قاتـلٍ لفرخِنا بالـزَّغَبِ2
خديعةٍ لطـفـلـنا دِعايةٍ بالكـــذِبِ
سيجـارة يُدمِنُها فما له مـن مَهربِ
أنيابُها قد أنشـبت في صدرهِ كالمخلبِ
وأدخــلت شـوكتَها في قلبهِ كالعقـربِ
سيجـــارةٌ تقتلُهُ تأتي لنا بالكُـرَبِ
أيا شبــاب العـربِ لا تسخَروا من أدبي
نصيحتي: إن تُقلِـعوا تَبقَوا بقاءَ الحِقَبِ
بإذنهِ خـــالقِـــنا يُحمى شبابُ العَربِ
1 مايو 2000
الشرح:
1. الوصب: المرض والألم الشديد.
2. الزغب: الشعيرات الصغيرةعلى ريش الفرخ، دقاق الريش.