عتاب الأصحاب
كتب الشاعر قصيدة (تحية لجنوب أفريقيا) لاتهامها إسرائيل، في محكمة العدل الدولية، بالإبادة الجماعية في غزة. وصادف يوم إنجاز القصيدة في 24-1-2024 يوم انعقاد (مجلس الثلاثاء) للأصحاب عنده، وقد حضره عدد قليل منهم ذلك اليوم.
ولأول مرة أراد الشاعر أن يسمع آراء أصحابه في المجلس قبل أن ينشر القصيدة، فقرأها عليهم، فلم يحض منهم بأي تعليق مطلقًا، فاستنتج بأنهم ناموا أثناء قراءته. وفي صباح اليوم التالي كتب لهم، وهو في مكتبه في المستشفى، تقريرًا موجزًا لمناقشات الليلة السابقة. وفي ختامه ألهم الله البيتين التاليين، فاختتم بهما التقرير، معاتبًا ومداعبًا:
يا صُحبةً ويحَهم ناموا على شِعري كأنَّني ساحرٌ والشعرُ من سِحري
نفثتُ شِعرًا على صَحبي فأنَعَسَهم باللهِ يا قومُ هل شِعري من الخَمرِ؟
ولما قرأهما في البيت، أتاه شيطان الشعر بالأبيات التالية:
يا من إليهم سَرى وُدِّي وحَنَّ لهم يومَ الثلاثاءِ في بيتي بِلا صَبرِ
ما بالكم نمتُمُ والشعرُ أسهرني؟ بما أردِّدُ من بغيٍ ومن جَورِ
قنابلٌ وصواريخُ العِدى ضَريَت تهوي على غزةٍ ليلاً وفي الفَـجرِ
نارُ العِدى أشعلت في مُهجتي لَهبًا فأرَّقتني بما قد جاشَ في الصـدرِ
قد كنتُ أنشدُكم مما يؤرِّقُـني كي أخرجَ اللهبَ المكنونَ في صَدري
للهِ درُّ بني القسامِ قد صَـمدوا صمدًا يقودُهُمُ حتمًا إلى النَّصرِ
25-1-2024