قصة القصيدة: في سبتمبر 1996 قامت القوات الأمريكية بقصف بغداد مرة أخرى وقتلت عدداً كبيراً من المدنيين مما أثار حزن الشاعر على الأبرياء الذين قتلوا بدون أي مبرر للعدوان فكتب في 11 سبتمب 1996 هذه القصيدة.
الحقُّ كالشـمسِ فـي العَلياءِ تأتلِقُ والظلمُ كـالليلِ لا يبـدو لـه أفُقُ1
يا بنتَ بــــغــدادَ إني خائفٌ قَلِقٌ طالَ الفِراقُ وأضنى قــلبيَ القَلَقُ2
فاضـت دُموعُ عُيوني والنَّوى قَدَرٌ وقدْ شرِقتُ وإنســاني بها غَرِقُ3
أينَ البُدورُ التي في الشعرِ أُبصِرُها؟ أين المـها في رُبا بغدادَ والحدَقُ؟4
يا بنتَ هـارونَ إني لستُ هاجرَكم لا تحــسبيني مـع الأعداءِ أتَّفِقُ5
تَضْرَى الذئـابُ عـلى أطفالِ أمّتِنا من كـلِّ صوبٍ ومن أبوابِنا مَرقوا6
ماذا بكـفيَ غيرَ اليأسِ وا أسفي؟ والــيأسُ كالنـارِ يُصليني فأحترِقُ
ليتَ السـلاحَ الذي فـي كفِّهم لكمُ وليــتَ إخوانَكمْ في صدِّهم سـبقوا
وليتَكمْ لو مـلـكتمْ مــثلَ قوَّتِهم أنقذتُـمـــونا ولم يغـرُرْكم حَمَقُ
يابْن العـراقِ -حماكَ اللَّهُ- تَعرِفُنا نحنُ الضـحايا وفي أعناقِنا الحَلَقُ7
أيـامُ جـــدِّكمُ للضــادِ عِزّتُها فأصـبـحـت وبها التمزيقُ والشَّقَقُ
قد كان للعُرْبِ شمسٌ قد علت أمماً واليــومَ تغمُرنا الظلماءُ والغَسَقُ8
أيامُ (داحــسَ والغبراءِ) نبعثُـها وإصبــعُ الغربِ تُذكيـها فنحترِقُ9
لكنْ بـلا (هَــرِمٍ) يـأتي ليُنقِذَنا ولا زعـيمٍ بـه أقـوامُنا وثِقوا10
تبقى القطيــعةُ للإخـوانِ مبدَأَنا والكـفُّ مُدَّت إلـى (الليكودِ) تنطلقُ
يا بنتَ بـغـدادَ إنــي عاشقٌ ولِهٌ لم يَـثــنِ حبّيَ (دولارٌ) ولا وَرِقُ11
الشرح:
1. تأتلق: تلمع ، أفق: ناحية.
2. أضنى: أضعف وأهزل.
3. إنسان العين: بؤبؤها.
4. المها: بقر الوحش. الحَدَق : جمع حدَقَة وهي العين (الإشارة إلى بيت الشاعر علي الجهم:
عيون المها بين الرصافة والجسرِ جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
5. هارون: هارون الرشيد.
6. مرقوا: نفذوا.
7. الحَلَق: جمع حلقة من حديد أو غيره.
8. الغسق: ظلمة الليل أو أول الليل.
9. داحس والغبراء: حرب داحس والغبراء التي دامت بين قبيلتين حوالي أربعين سنة. تذكي: تشعل.
10. هَرِم: هرم بن سنان الذي أصلح بين القبيلتين فى الحرب المذكورة أعلاه وتحمل ديات القتلى من ماله.
11. وَرِق: مال أو فضة.