احتفال جمعية القلب الخليجية
مناسبة القصيدة: حفل افتتاح مؤتمر جمعية القلب الخليجية مساء يوم 14فبراير 2013 في مدينة الرياض.
يُسائلني في الحفلِ صَحبي الأفاضلُ: عهدناك تشدونا، فهل أنتَ فاعلُ؟
نعمْ، كيفَ لا أشدو وأنتمْ أحبَّتي وأنتمْ لدربي والعلومِ مشاعلُ؟
وأنتم لطبِّ القلبِ شمسٌ مضيئةٌ فلا نورُكمْ يَخفى، ولا الطبُّ آفلُ
فقلبي لكمْ يا صَحبُ يخفِقُ شاديًا ولم يثنهِ عن جمعِكمْ قطُّ شاغلُ
فمَن ذا يجاريكمْ بعلمٍ وحِكمةٍ وقـد بَرعَت أذهانُكمْ والأناملُ
ولو لم تكنْ جمعيَّةُ القلبِ قد عَلَت لما كَثُرت هذي الجموعُ الحوافلُ
أُشيدُ وأَشدو بالأطباءِ كلِّهم فما فيهمُ عن حَلبةِ الداءِ غافلُ
ولكنْ، طبيبُ القلبِ فارسُ حَلبةٍ وأمّا سِواهُ في العلومِ فراجلُ
سأشدو لكم شِعري عن الطـبِّ والدَّوا ولو أنّني في الشعرِ للحُبِّ مائلُ
ولي خِبرةٌ في الطبِّ والحُبِّ والهوى لأنّ الهوى داءٌ وللقلبِ قاتلُ
شريفٌ بحُبِّي والعَفافُ عقيدتي ففي الحُبِّ أمثالي كرامٌ قلائلُ
وكم قد شَجاني في الصِّبا حُسنُ غادةٍ سَكبتُ لها الأشعارَ والدمعُ هاطلُ
ولكنّني في الشَّيبِ ألجمتُ خاطري فما رُمتُ غِزلانًا بشعري أغازلُ
فإنّي إذا ما مِلتُ يومًا لصَبوةٍ نهانيَ شَيبٌ فوقَ رأسيَ حائلُ
أكُفُّ نَسيبي كيْ تَكُفَّ عواذلي وإلاّ فلامتني عليهِ العواذلُ
فعُدت إلى طبِّ القلـوبِ لأنّهُ هو البحرُ، لكنْ لم تُحِطهُ سَواحلُ
هو الطبُّ بحرٌ زاخرٌ بلآلئٍ بهِ القلبُ دُرٌّ والنفوسُ مَحاملُ
تمنيتُ تحقيقَ الأماني جميعِها وقد كنتُ أسعى جاهدًا وأحاولُ
فإن قصَّرت رجلي ولمْ أَبلغِ المُنى فما كلُّ من يَسعى إلى المَجدِ واصلُ
فإن كفَّ كفِّي أو تنكّبَ مَنكِبي فأنتمْ لزَندي كفُّهُ والأناملُ
فإن شاءَ ربّي لن أُفارقَ جمعَكم مدى العمرِ والمولى حَفيظٌ وكافلُ
سألقاكمُ في كلِّ حفلٍ وندوةٍ فما أنا عنكم يا أحبّاءُ راحلُ
سأبقى زميلاً عاملاً في صفوفِكم فأسعى لتحقيق المُنى وأواصلُ
فهيا أطباءَ القلوبِ إلـى العُلا لننجزَ ما لم تَستطعهُ الأوائلُ