جدار حسني مبارك
مناسبة القصيدة: قرأ الشاعر في الصحف المحلية يوم 28 ديسمبر 2009 عن أن 50% من الجدار العازل بين سيناء وغزة قد اكتمل تحت الأرض سرًا بتمويل وإشراف غربي ومباركة إسرائيلية، لخنق سكان غزة. كما ذكرت الصحف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو سيحلّ ضيفًا على مبارك في اليوم التالي (29 ديسمبر) لدفع عملية السلام ظاهرًا وللتنسيق الأمني باطنًا، وذلك بمناسبة مرور عام على العدوان الإسرائيلي على غزة بمباركة الرئيس المصري حسني مبارك. فأثارت تلك الأخبار مشاعر الشاعر فعبر عنها آنذاك في الأبيات التالية:
قمْ يابنَ مصرَ وهُدَّ السورَ عِصيانا مَلَّ الأشقّاءُ أشجـانًا وأحــزانا
قِفْ في الميادينِ وارفض حُكمَ طاغِيَةٍ فالآنَ عِصـيانُهُ ياقومُ قـد آنا
تَبًّا لحسني الذي قد خانَ أمَّتَهُ وخـانَ مصــرًا وعــدنانًا وقحطانا
حسني ادَّعى أنَّ أمـنَ الدارِ غايتُهُ ما دارَ مصرٍ حمى بل دارَ أعدانا
أعطى الأعاديَ ما شاؤوا وما طلَبوا والجَورَ والقـهرَ والتنكيلَ أعطانا
كافورُ أشرفُ من حسني وعصبتِهِ ما خان مصرًا وإخوانًا وجيرانا
رجالُ حسني استباحوا كلَّ فاحشةٍ كانوا لإجرامِــه عــينًا وأعوانا
يأيها الصنمُ الجاثي علـى وطنٍ قد ملَّ شعبُكَ أصنامًا وأوثانا
أجرمتَ في حقِّ شعبٍ لا مُــعينَ لهُ وزِدتَ أشجانَنا بالسـورِ أشجانا
حاصرتَهُم مثلما يَبغي العِدى لهمُ بل فُقتَ ظلمَ العِدى ظلمًا وطغيانا
شيِّد جدارَك بالفــولاذِ منتشيًا على الخيانةِ قد شيَّدتَ بُرهـانا
شيِّد جدارَكَ تحتَ الأرضِ في عَلَنٍ لا تبنِهِ تحتَ جُنــحِ الليلِ كِتمانا
أليس عارًا على مـصرٍ وأمَّتِنا أن تَخنُقَ اليومَ خلفَ السورِ إخـوانا؟
اِجعلْ جدارَكَ فولاذًا تَســرُّ بهِ (بي بي) الذي في غـدٍ يأتيك جذلانا
غدًا يضمُكَ ضيفًا والهًا جذِلاً نعمَ الصديقُ الذي قد جـاءَ ولهانا
(إنَّ الطيورَ عــلى أشباهِها تقعُ)* ألستَ تُشبِهُ هذا الضيفَ عدوانا؟
شيِّد جدارَك لا تسمعْ لأرملةٍ يكفيكَ فخرًا رِضا (بي بي) وأعـدانا
دعْ عنك مسجدَنا الأقصى ومحنَتَهُ كيلا يعودَ لإسرائيلَ غضبانا
وكن كريمًا بنهرِ النــيلِ تمنَحُهُ قد كانَ ضيفُك للنـهرينِ ظمآنا
أصبحتَ طوعَ بني صهيونَ تحرسُهم فاجعلْ رجالكَ حُرّاسًا وعُـبدانا
وأهلُ غزةَ، لا تعبأ لمحنتِهم دَعِ ابنَ غـزَّةَ عُريانًا وجَوعانا
وافتح عليهِ مياهَ البحرِ تُغرِقُهُ لا تخشَ لَومًا وتقريعًا وعِـــصيانا
قد بِعتَ دينَـك والأوطـانَ قاطبةً فهل خدمتَ بني صهيونَ مـجّانا؟
تجني ثَراءً، وتجني دونـما ورعٍ على ابن مـصرَ الذي يزدادُ حِرمانا
قد صرتَ ألأمَ من قد خــانَ أمَّتَهُ بل صرتَ ألأمَ من في الأرضِ قد خانا
أهرامُ مصرٍ على سطحِ الثرى شمَخت وسورُ خِزيِكَ تحـــتَ الأرضِ أخزانا
أوصاكَ دينُــك بالجـيرانِ مَكرُمةً أهكذا يُكرِمُ الجـيرانُ جــيرانا؟
ألا تُجيرُ أخًا عضَّ الحِصارُ بهِ؟ بل صرتَ أكثرَ من صـهيونَ عُدوانا
لن يمنعَ السورُ أنفـــاقًا يشيِّدها من كنتَ تحسِبُهُ في الأرضِ شـيطانا
قد بان (بعضُك) فاسترهُ على عجلٍ أصبحت في مصرَ بعدَ السـورِ عُريانا
لو غِبتَّ معتزِلاً، أسعدتنا فـرحًا وزدتَ مـصرَ وكلَّ العُربِ إحسانا
* المثل: إن الطيور على أجناسها تقع.