top of page

                                بكت أمي

بكت أمي على  الشهداءِ  قهرا          وقد  رأت  الدماءَ   تسيلُ  نهرا

وصلّت تطلبُ  الرحمانَ  عوناً           وتدعو  ربَّها  للعُـربِ  نَصـرا

لقد جَرَحَ القلوبَ  جروحُ  طفلٍ          تصبُّ  الدّمَّ  من   رجليهِ  هدرا

فمجزرةً  بغـزةَ   قــد  رأينا                تُسيلُ  الدمعَ  في الأجفانِ  جمرا

رأيت البؤسَ فوق الوجهِ  يبدو           لطفلٍ من  ضجيج  القصفِ  فرّا

وقبل القصفِ شاهـدنا  بمصرٍ           على  التلفازِ ما  يُزري  وأزرى

أبا  غيطٍ   ولفـني  في  وِدادٍ            تأبـطَ   كفَّـها  حُبًّا   وعُهـرا (1)

وقدَّمها  لتُـعلِنَ   في  حِـماهُ             ستقـصفُ  غزةً  وتصبُّ   شرّا (2)

فلم  يَغضبْ  لغـزةَ  أو  بنيها            وقام   يقولُ   للأعـداء   شكرا

ولامَ  هـنيّةً   وبني   حماسٍ             ولام   ضحـيةَ  اسرائيلَ  جهرا (3)

أما يكيفك يا بن الغـيط  خزيا            ضممت  عدوةً  ونطـقت   كفرا

فهل جازَ الوعيدُ بأرضِ  مصرٍ          وهل قصفُ المساجدِ سرَّ مصرا؟ (4)

بل الشعبُ الأبيُّ بأرضِ  مصرٍ            يثـورُ  منـدِّدا   شعراً   ونثرا

فحكّـام علينا   قــد  تمادوا               أعانوا  غاصبَ  الأوطانِ  سـرا

 

مناسبة القصيدة: بدأت الحرب الإسرائلية على غزة في 27/12/2008 بالقصف العنيف أدى إلى تدمير مساكن عديدة وقتل أعداد كبيرة من الفلسطينيين. وأحس الشاعر بالحزن والأسى والقهر عندما شاهد الدمار والجثث على شاشات التلفزيون فأراد أن يسجل مشاعره شعراً. جلس الشاعر عدة ساعات يحاول كتابة قصيدة يعبر فيها عن ما يختلج في نفسه من خواطر أثارتها مأساة غزة فلم يفلح. وفي اليوم الثاني للحرب أي يوم الأحد 28/12/2008 زار الشاعر والدته فوجدها تبكي وهي تشاهد على التلفزيون ضحايا الغارات الإسرائيلية وتلعن الكفار، فوصف حالة أمه ببيت جعله بعد ذلك مطلعاً لهذه القصيدة.

الشرح:

  1. أبو غيط: وزير الخارجية المصري. لفني: وزيرة الخارجية الإسرائيلية.

  2. هاجمت لفني - من القاهرة – حماس، وتوعدت بشن حرب على غزة وذلك في 26/12/2008 أي قبل الحرب بيوم.

  3. هنية: رئيس الوزراء الفلسطيي (المقال) وزعيم حماس.

  4. قصفت إسرائيل عدة مساجد في غزة ودمرتها.

Hajar 1960.jpg
bottom of page