قصة القصيدة: لقد أُخبر الشاعر يوم 2 مايو 2003 بأنَّ صديقه العزيز منذ أيام الدراسة سنة 1965 في جامعة كولورادو الأمريكية، الدكتور خالد إبراهيم سعيد، قد قُتل وهو في سيارته مع بعض أصدقائه بنيران الغزاة. لقد وقع الخبر على الشاعر وقع الصاعقة، فبكى حزناً ورثاه أسفاً على صديق مخلص وخلٍّ مؤنسٍ.
لقد عرف الشاعر في خالد الشهامة العربية والوطنية الصادقة والعلم الواسع والتدين العميق. وكان قد أتى إلى قطر قبل ذلك بأربعة أشهر بناء على دعوة الشاعر لتوسيع شريان تاجي في قلبه ووضع شبكة داعمة للشريان. وعاد بحمد الله معافًى إلى العراق بينما طبول الحرب تعزف ألحانها الكريهة. رحم الله خالداً وأسكنه فسيح جنته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
أتانيَ أنَّ القصفَ أودى بخالدٍ فللّهِ كيفَ القصفُ مَزّقَ خـالدا؟!
وبدَّدَ أشلاءَ الصـديقِ بلحظةٍ كأنّ صديـقي لم يكن قبلُ قاعِدا
فتَبًّا لأوغادٍ يُصيــبـون خالداً وشُلّت يدا من يقصفُ الناسَ عامِدا
فيا صاحبي كيف التجلدُ بعدَكم فقد صرتَ مقتولاً وأمسيتَ هامِدا؟!
فبالأمسِ تأتيني أعالجُ قلبَكم وقد حالفَ التوفيقُ ما كنتُ قاصِدا
فعدتُمُ إلى بغدادَ والغزوُ قادِمٌ فما ردَّكم غزوٌ وأسـرعت عائدا
فأُقسِمُ أنِّي ما رأيتُ كـخالدٍ لصاحبهِ عَوناً وللخـــيرِ ساعِدا
فتًى لا يخافُ الموتَ واللهُ شاهدٌ فقد كان ذا دِينٍ وقد كـان راشِدا
فبئسَ وحوشٌ يقتلونَ كخالدٍ وقد كان خيرَ الناسِ خِــلاًّ ووالدا
إذا هاجتِ الأشجانُ عينيَ أسبلتْ بدمعٍ وكان الشَّجْنُ للعـين قائدا
فصبراً على الأرزاءِ يا آلَ خالدٍ فلستُ أرى شيئاً سِوى اللهِ خالدا