الدخان والقلب
من حكّم الحِلمَ ما تاهتْ بـه السُّبُلُ ومَنْ أطاعَ هَـواهُ نَالَــهُ الزَّلَلُ
يا صاحبَ التَّبْغِ هل في حِلمِكم أملٌ أم أنَّ حِلمَكمُ مـن تَبْغكم ثمِلُ
التَّبْــغُ يـا قـومُ داءٌ لا دواءَ لــه إلا الإرادةَ يلوي عُنْـقـها البَـطلُ
كم نالني الظُّلمُ لما قلتُ أنصـحُكم: "ألقوا سجارتَكم في سُمِّـها العِللُ"
إن نالني الظُّلمُ فالإخلاصُ يَدفَعُني للصدقِ مهما أرادَ الحـاقِدُ الخَـبِلُ
لــم أدْرُسِ الطـبَّ أعواماً لأدفِنَهُ كما تَشاءُ لـنـا أعـداؤنا الأُولُ
تلك السجـارةُ موعودٌ مدخِّنُهــا بجلطةِ القـلبِ قبلَ الموتِ تكتملُ
فالقلـبُ يُخنَقُ والشريانُ والعضَلُ والـداءُ يـزحفُ والآلامُ تـشتَعِلُ
والنفسُ تركَـعُ للدُّخَّـانِ طائعـةً لم يَنهَها العقـلُ والإسلامُ والخَجَلُ
في وَحدَةِ القلبِ قلبٌ لا حَراكَ بـهِ لـولا السِّجارةُ لم تُعرفْ لــهُ عِللُ
كم صاحَ في القسمِ عندي منهمُ رجلٌ يلـوي بهِ ألـمٌ في صـدرِهِ عَضِلُ
كم يـتـّمَ التَّبْغُ أطفالاً فوا أسفي على شَبَابٍ بسُمِّ التَّبْغِ قـد قُتلوا
لـم يُرسلِ الغربُ للعربانِ فاحشـةً إلا تبارى إلى ساحاتِها الهُبُــلُ
قلنـا: حَرامٌ، فقالـوا: تلكَ مَعصيةٌ قلنا: سُمومٌ، فقالوا: سُـمُّها العَسلُ
إبريل 1990