ترحيب بأعضاء جمعية القلب في الدوحة 2010
أُحيِّــــيكمُ، أهلاً وســـهلاً بإخوتي تُحيِّيكمُ مثلي بِــــلادي ودوحَتي
نَهضتُ فخورًا كي أُحيِّـــي جــموعَـكمْ وكِدتُ إليكم أن أطـــيرَ لفرحتي
ولو عيَّ نثري أن يصوغَ تحيَّةً أبى الشعرُ إلا أن يكـــونَ تحيتي
فيــا عُصبةً للقلبِ أهلاً ومرحبًا محبةُ أهلِ القلبِ في القلبِ حـــلَّتِ
فأُزجيكمُ شُكري لفضـلِ قـدومِكمْ وأمنَحُكمْ حُبِّي وصـدقَ مـــودَّتي
وأخلصتُ وُدِّي للطــبابةِ مثلَكمْ طِبابَـتُـكم هذي هــوايَ وصنعتي
ومن ظنَّ أنَّ الطبَّ للكـسبِ والغِنى أساءَ إلينا، بل أساء لمهنتي
فلم نَطلبِ الطبَّ الشريفَ لمـكسَبٍ ولم نسهَرِ الليلَ الطــويلَ لثروةِ
ولـكـنَّـــنا للهِ نبـذلُ جَهـدَنـا ليهنا عَلــيلُ القلـبِ عَـيشًا بغِبطةِ
فإن حـالفَ التوفيقُ إسعافَ مَن شَـكا فأنفُــسُنا نالت بهِ مـا تمنَّـتِ
كلِفتُ بحـبِّ الطــبِّ، والقلبُ لبُّهُ شُغِفتُ بهِ عن كلِّ شُغلٍ وصنعةِ
سِوى بعضِ أوقاتِ الهوى إن كتمتُها كتمتُ عن الصحبِ الـكرامِ حقيقتي
عَشِقتُ وما أَزرى هوايَ بحــكـمتي وقد نهلتْ عيني وصالاً وعلَّتِ
عَشِقتُ زمانَ الدرسِ عِـــشقًا مُبرِّحًا وقد كـان لي نارًا وفي الطبِّ جنَّتي
فإن أنسَ لن أنســى زمانَ دراسـتي به عشتُ عصرًا بين أُنـسٍ وكُربةِ
حِبالُ الغواني عن وِصــالي تقطَّعتْ إذا ما نجومُ الليلِ شعَّـتْ بلِمَّتي
لبِستُ ثيابَ الشَّيـــبِ قهرًا ولم أشأ وفارقتُ مَغبونًا ثـيابَ شَــبيـبتي
فمحبوبتي كانـت وما زالَ طيفُها يمرُّ على عقلي وقلبي ومُقـلتي
فمن كانَ مثلي عاشِــقًا ذا صبابةٍ ستُشجيهِ أشــعارُ الهوى والصـــبابةِ
إذا استعبرتْ عيني لذكرِ أحــبَّـتي سكتُّ لأسلو عـن هــمومي بعَبرتي
ولي عِزَّةٌ والحُبُّ هذّبَ خُطـوتي وقد صانَ ربِّي بالفضــيلةِ عِزَّتي
أهاجَت شُجوني ذكرياتي عن الصِّبا فكادَ الهوى يجتاحُ كـلَّ قصــيدتي
فدعْ ما مضى من سَورةِ الحبِّ والهوى وعُدْ لحـديثِ الطبِّ دربي وملّتي
كلِفتُ بحُبِّ الطبِّ منذُ طـفولتي وطارت لهُ روحي بقــلبـي وهمَّتي
تُفرِّجُ هَـمِّي هِــمَّتي باصـطحابِكمْ مدى العمرِ حتى يسلبَ الشيبُ مُهجتي
لعَمري لقد أفنيتُ عُـمري بمهـنتي وشِبتُ ولم أندمْ ولا النـفسُ ملَّتِ
فإن شاءَ شيبي أن أكفَّ لـراحــةٍ حَننتُ إليها في انعزالي ووحشتي
فلي خِبرةٌ ما حازَ (بُقْراطُ) مثلَها وخبـراتُكم فاقت علومي وخبرتي
أحبةَ قلبي يا أكــابرَ مهــنَتي فعيني بكم في دوحـــةِ العُربِ قَرّتِ
فأهلاً بأهلِ القلبِ فــي قلبِ أهلِهِمْ وأهلاً بكمْ يا أخوتي وأحبَّتي
وشكرًا لـراعي حَفلِنا وأميـرِنـا لإرســائهِ في دارِنا خـيرَ نهضةِ
فمن فضلهِ كانت بلادي مقرَّكمْ رعـانا، رعاهُ اللهُ مـن أجلِ أمَّـتي
جزاهُ إلهُ العـــرشِ عُمْراً وصحةً وأبعــدَهُ عــن كلِّ داءِ وعلةِ
8 مارس 2010