عيدكم مبارك
عيد الاضحى 2016
خليليَّ هلَّ العيدُ فاستبشرَ القَلبُ أهنِّئُكمْ بالعيدِ يـأيُّها الصـحْبُ
أبُثُّ تهاني العيدِ للصـحبِ في الدُّنى فيَنقُلُها (الجَوّالُ) كــالبَرقِ لا الكُتْبُ1
حنيني لأعيادِ الطفولةِ مـــا وَنَى وقد طابَ فيـها الحُبُّ واللهوُ واللعبُ
تذكِّرُني الأعيادُ بالصحبِ والصبا فأشتاقُ للماضي الذي ما لهُ قُربُ
أَحِنُّ وإنّي عاشقُ الأمسِ مُغرَمٌ ولا يمنعُ الشيبُ المحبينَ إن يَصبوا2
ولا تسألوا غيري عن الحُبِّ والهوى فقد ضَمَّني حُبٌّ، وإنِّي بهِ طَبُّ3
دروبُ الهوى مـا زال قلبي يرومُها جَوادُ غَرامٍ، لا يَمَلُّ ولا يَكبو
****
تُفاخِرُ في أوطانِها كلُّ أمَّةٍ وفي قطــرِ العُربانِ يفتخِرُ العُربُ
فليسَ بها جُوع، وليسَ بها ظَما تدومُ لنا بالسعدِ ما دامتِ الحِقْبُ
بلادٌ وَلا قَفرٌ، وأمنٌ ولا قِلىً وجودٌ ولا بُخلٌ، وخِصـبٌ ولا جَدبُ4
يحيطُ بها بحرٌ جميلٌ وسـاحِلٌ ولكنَّ ماءَ الشربِ مـن بحرِها عذبُ
نعمنا بعيشٍ هادئٍ في ظِلالِها فلا شَغَبٌ شابَ السـلامَ، ولا حربُ
فدوحتُها الغَرَّاءُ تُشرِقُ في الحِـمى بعِيدٍ سَعيدٍ لا تمـاثُلها الشهْبُ
أُهنّي بها مـن عــاشَ فيها وضَمَّهُ بكُلِّ حَنانٍ صدرُها الواسِعُ الرحبُ
رعى اللهُ دارًا قد نَبَغنا بفضلِها مكارمُها علمٌ، وأفضـالُها سَكبُ
وإن أنسَ لا أنسَ الدراسـةَ طالِبًا وكنتُ بـها للعِلمِ في دربِها أَحبو
تعلمتُ فيها، والدراسةُ سَهلَةٌ وجُبتُ صروحَ الغَربِ مـا همَّني صَعبُ
وكم سِرتُ في الأعيادِ ألهو بنُزهَةٍ وفي البحرِ أصحابي على الصيدِ قد شبّوا
على الرملِ في لفانَ نسمُرُ في المَسا ويُنعشنا فيها النسيمُ ولو رَطبُ
أحِنُّ إلى ذاك الزمانِ وأُخــوَتي كما حَنَّ للمحبوبِ في حَسرَةٍ حِبُّ5
****
نُصلي صلاةَ العيدِ ندعو يعمُّنا سَلامٌ لكلِّ العُربِ والأمنُ والحُبُّ
تكالبتِ الأعداءُ تنهشُ دُورَنا فلا الشرقُ ذو صِدقٍ لقومي ولا الغَربُ
ألا يا إلهَ الكونِ فانصـر بأمتي شعوبًا براها الجَورُ والظلمُ يا ربُّ
سيُشرِقُ عيدُ النصرِ والفجرُ قادِمٌ غدًا يُهزمُ الجاني، وينتصرُ الشعبُ
****
إذا غيَّرَ الدهرُ النفوسَ فإنّنـي مُقيمٌ على عَهدي كما عَرفَ الصحبُ
مصائبُ هذا الدهرِ لا تمنعُ اللقا فأحرى بنا فيه التواصلُ والقُربُ
ولي كلَّ عيدٍ فرحَةٌ بأحبَّتي ففيهِ ينالُ القَلبُ ما يشتهي القَلبُ
أأحبابَنا شوقي إليكم يَهُزُّني فهُبُّوا إلى التعييدِ يـا أُخوَتي هُبّوا
فأهلاً بأصحابي وأهــلاً بأُخوَتي فلا ساءَكم كَربٌ، ولا نالَكم خَطْبُ
إذا بَسمةُ الأصحابِ شعَّت بمجلِسي فلا أَدَبٌ قد غابَ عنهُ ولا طِبُّ
ولا تعتبوا إنْ طالَ شِعري عليكمُ أيُسهِبُ جِنّيٌ، ويُلصَقُ بي الذنبُ؟
فما نَفِدت منه القـوافي لينتهي ولا شرَدت عنـهُ العَروضُ ولا الضربُ6
قَوافٍ لأشعاري على العِـيدِ رَفرَفت ومـا رَف لي جَفنٌ عليها ولا قَلبُ
أُغنِّي لكم شِـعري إذا القومُ عَيَّـدَوا كأنّيَ حادي العِيسِ إن سافرَ الركْبُ
الشرح
1. الجَوَّال: الهاتف المنقول.
2. الدنى: جمع دنيا. يصبو: يحن ويشتاق.
3. الطَّبُّ: الحِذْقُ والمهارة.
4. القِلَى: الْبُغْضُ والحِقْدُ.
5. الحِبّ: الحبيب.
6. العَرُوضُ من بيت الشعر: التفعيلة الأخيرة من الشَطْرِ الأول، والضَّرْبُ: التفعيلة الأخيرة من الشطر الثاني.