التبغ والـقـات
قصة القصيدة: كان الشاعر في صنعاء لندوة عن أمراض القلب، فشاهد في الأسواق خدود الناس المنتفخة بالقات، فكتب هذه القصيدة وألقاها في ندوة جمعية القلب الخليجية – صنعاء 29-9-2004.
في القلبِ من شَجَنِ الأيامِ عَبْراتُ زادت مع الدهرِ لوعـاتٌ ولوعاتُ
يا أهلَ صنعاءَ أهـديْـكـــم تحيّـتَنا أنتم لنا الأهلُ إخـوانٌ وأخْواتُ
أشدو لكمْ من شعورٍ كان خالجني وقد تنمُّ بما في القلبِ أبياتُ
يا أهلَ صنعاءَ لا أشدو بلا شَجنٍ فللمـحبِّ صَـباباتُ وآهـاتُ
والقهرُ للداءِ ما يهوى الطبيبُ فلا لومٌ علـيه إذا عادتـه عاداتُ1
عليه نقدُ سـلوكٍ مُعقِــبٍ مرضاً كيـلا تُبيدَ قلوبَ الناسِ زلاّتُ
فالنّقدُ والنصحُ قبلَ الداءِ واجبُه ما قيمةُ القولِ إن مرضاهُ قد ماتوا
جمعيةَ القلبِ تُضني القلبَ آفاتُ التبغُ داءٌ وفي صنعائنا قاتُ
كلاهما عندكم يا أخـــوتي فإلى إعلانِ حربٍ فلا تكفي الإشاراتُ
فالمرءُ في دُورنا تَبْغٌ يُهــدِّدُهُ إن هدَّهُ مرضٌ سـاءته نكساتُ
فقد رأيتُ بعيني ما يؤرِّقُـني من المصائبِ حالاتٌ ونكباتُ
جُرحُ المدخّنِ عَسرُ البرءِ نعــرِفُه نخشى عليهِ إذا حـانت جراحاتُ
غيرُ المدخِّنِ، سُمُّ التَّـبغِ يتبَعُه من المدخنِ جاءتــهُ الـرَّزِيّاتُ
ما ضرَّ فاجتنبوا، قال الرسولُ لنا وأيَّـدَ القولَ قرآنٌ وآياتُ
أبناءَ قحطانَ هـل في قاتِكم أربٌ؟ قد قيلَ كانَ لكم فيــه مسرّاتُ
ما سرَّ قلبَ امرئٍ سُـمٌّ يمزِّقُـه بئسَ المزاعمُ أو تلكَ المَسرّاتُ
فالتَّبغُ والقـاتُ أخطــارٌ مسبِّـبـةٌ للموتِ، يـاويلَها أيـنَ الملذاتُ؟
فالقاتُ يقبـضُ شرياناً ليخنُقَه فيتلِفُ القلبَ، بل تغزوهُ ويلاتُ
يبدا التسـرطنُ فـي فمٍّ لخـازنِه وللخبـيثِ عـلاماتٌ صريحاتُ2
فالمال يتلِـفُه والقـــلبُ يوهـنُـه والفمُّ سـرطنَـه، يا ويلَه القاتُ
فكيف يسكتُ أهلُ الطّبِّ عن ضَررٍ فالقاتُ والتَّبْــغُ في رأيي مَضّراتُ
جمعيةَ القلبِ إنْ عـزت عِباراتُ ما أخرسَ القـولَ عيٌّ بل خُرافاتُ
فحبذا لو بـدأنا حمـلــةً بغَـدٍ شِعارُها الحقُّ: لا تَــبغٌ ولا قاتُ الشرح:
1. عادته عاداتُ: في الجملة ما يسمى في اللغة بالقلب، والمقصود هو عادى العادات السيئة، مثل قول النابغة (مطلي به القار) ويقصد مطلي بالقار.
2. الخبيث: الداء الخبيث وهو السرطان.