الصلال
59. وأنصِبُ مِعـضاتي لصيدِ حُرَيْشَةٍ وأخْتِلُ خـلــفَ النَّدِّ أنظرُ من حـولي
60. فأصــطادُ صِـلاّلاً أقصُّ جَناحَه وأُطلِقُه في الحَــوشِ يمشي مع العِجْلِ
61. فعاشَ طويلاً في الحَويِّ كحارسٍ ويأكل فـئــرانـاً ويُسـرف في الأكلِ
62. فرَاشَ جَناحـيهِ وكـرَّشَ ســامِناً وصالَ على الأفـراخِ في الشمسِ والظلِّ
63. وأعدمَ أفـراخَ الدَّجــاجِ بنهمِهِ ويَسرُطُ بالـفــرخيـن منها بلا قَطْلِ
64. فقالوا: عليه القتلُ، نقـطَـــعُ رأسَهُ لأنَّ طــبـاعَ النّذلِ تَــرجِـعُ للنّذلِ
65. فقلتُ: سِباعُ الطيـرِ تأكلُ غيرَها من الطيرِ والإعـــدامُ ليسَ من العدلِ
66. فأودعتُه في الحبـسِ يوماً وليلةً ببطنِ عَريشٍ مُحــــكمِ البابِ والقُفْلِ
67. وسرَّحتُه في البـحرِ بعدَ رُيوقِه فطارَ طلــيقاً فــي الـهواءِ بــلا كَبْلِ
68. ولوّحــتُ كـــفّي للـوَداعِ بِعَبْرةٍ فلم يلتفتْ نــحــوي ورَفْرَفَ بالذيلِ
الشرح:
59. المِعضاة: أداة لصيد الطيور البحرية معمولة من ثلاث أو أربع ميادير (صنارات) محزومة معاً بخيط، وتوضع سمكة صغيرة في أحد الميادير تمنع الطائر من بلع السمكة فيضطر لتحريك في فمه يمينا ويسارا إلى ينشب أحد الميادير في خيشوم الطائر (خليج). وأصل الكلمة مشتق من العضّ: الشد بالأسنان على الشيء ، والعُضاض والعضّاض: الأنف (لسان العرب). حُرَيْشة: تخفيف حرِّيشة وهي طائر بحري أبيض الريش أحمر المنقار (خليج). النَّد: كومة أو مرتفع من تراب.
60. الصلاّل: النورس (Slender Billed Gull) طير بحري شرهٌ، أضخم حجما من الحريشة وريشه أبيض مرقط بالسواد وله صوت يصلّ أو يصلصل صليلا وصلصلة (خليج) . وفي اللغة الصَّلاَّلُ: مبالغة الصَّالّ ، والصال: الحمار الوحشي الحاد الصوت، وصلصل الشيء: صوّت صوتا فيه ترجيعَ وصلّ الشيء: صوت صوتا ذا رنين (وسيط). الحَوْش: الأرض المحيطة بالدار داخل سور المنزل. وفي المعجم الوسيط: (الحَوْشُ)- حَوْشُ الدار: فِناؤها، وفي محيط المحيط: الحَوْش شبه الحظيرة (عراقيَّة) ويُطلَق على ما حول الدار.
61. الحوي: سور الدار (خليج) وحوى الشيء: جمعه (المعجم الوسيط) انظر رقم (19).
62. راش: كساه بالريش. قال امرؤ القيس بن حجر: رَاشَهُ من ريش ناهضة ثم أمّاه على حجرهْ
63. السَّرْط: سرعة الابتلاع من غير مضغ (العين) القطل: القطع.
65. سباع الطير: ما يصيد منها أي الجوارح (لسان العرب).
67. سرّحته: أطلقت سراحه. الريوق: الفطور (خليج) والريوق من كل شيء أوله (المنجد).