top of page

الشاعر وجدُّكم الشيخ محمد بن سالم

185. وجدُّك  لا  ينســاه مثـلي ومثلُكمْ       فكان  له   شِعــرٌ  جـميلٌ وشــائقُ

186. أراد  أبي  يــوماً  يَصُــبُّ  ببيتن      على   يدهِ  ماءً،  أبـــى لا  يوافقُ

187. فقال أبي: هذا صغيرٌ  كـعــبدِك       فقال  لـه:   إبنٌ   عــزيزٌ وحـاذقُ

188. ولما نأى عامـاً عن  الدارِ  والد      علِمتُ بأن الشـيخَ  للشيــخِ   تائقُ

189. دَعانــيَ  يوماً  إذ  أتيـتُ  أزورُه       فأكرمْ  بـه،  إنّي بــما قالَ  نـاطقُ

190. وقال-وما أرضاه ترحالُ والدي-      أبوكَ  عـزيزٌ في  الشـريعةِ  فائقُ

191. أنار  لـنا  لـيلَ  البقــاعِ   بعلمِه       وقاضٍ بسيفِ الشرعِ للظلمِ ماحقُ

الشرح:

185. كان الشيخ محمد بن سالم شاعراً نبطيّاً ويحفظ الكثير من الأشعار النبطية.
186-187. دعا والد الشاعر الشيخ محمداً وابنيه حميداً وكائداً للغداء في بيته في معيريض. وبعد الغداء حاول والد الشاعر أن يصب ماء الغسول على يد الشيخ محمد، فرفض ذلك. وقال له والد الشاعر: إنّ من أخلاق العرب التي يفتخرون بها خدمة الضيف كما قال الشاعر(حاتم الطائي):


وَإِنّي لَعَبدُ الضَّيفِ ما دامَ ثاوِياً      وَما فيَّ إِلا تِلكَ مِن شيمَةِ العَبدِ


ولكن الشيخ محمداً لم يقتنع بذلك، عندها التفت والد الشاعر إلى ابنه، وكان في السابعة من العمر وقال للشيخ محمد هذا خادمك حجر سيصب الماء، فقال الشيخ: "حجر ابنٌ عزيز"، وسمح له بصب الماء. ولكن الشاعر لصغر سنه آنذاك لم يدرك ما ذكر والده عن شيم العرب، ولم يفهم معنى البيت المذكور آنفاً، فلم يعجبه أن يوصف كخادم للضيف.
190. في سنة 1956م تراكمت الديون على والد الشاعر لقلة مخصصاته كقاض في رأس الخيمة، ولم تفلح جهود الشيخ محمد والشيخ حميد في زيادة راتبه، مما دفعه لقبول وظيفة أستاذ في معهد إمام الدعوة في الرياض من المملكة العربية السعودية بموافقة الشيخ محمد والشيخ حميد. وكان الشيخ محمد كثير الثناء على والد الشاعر، وكثير الأسف لاضطراره إلى التغرب لكسب العيش.

bottom of page