الأمس واليوم
975. أَحِنُّ لعصرِ الأمسِ والعِرشِ والنـخ وعصرٍ به الخِلاّنُ مجــتمعو الشَّملِ
976. أَحِنُّ لربعي والربـــوعِ ومــنزل ورمساتِنا في الليلِ طـابت على الرملِ
977. ولستُ الذي يَنــســى صِباهُ وربعَهُ وأصحابَهُ بالأمـــسِ، بلْ كلُّهم أهلي
978. إذا لانَ حــبلُ الوَصلِ أو خَفَّ ليفُه مَددتُ لهم حبلاً مــن القلبِ للوصلِ
979. فأذكرُ عصرَ الأمـسِ كالأمسِ مُشرِقاً فإن غابت الآثارُ مـا غابَ عن عقلي
980. ولي بارِضٌ أســخــو بقولٍ مُطوَّلٍ عن الأمسِ بالأشـعارِ يُصغي لها خِلّي
981. فإني وأقـرَاني تُـــراثٌ ومُعـجمٌ سوالِفُنا التـــاريخُ يُنـقـلُ للنجـلِ
982. فإنيَ مــــن جـيلٍ يقدِّرُ أمسَــهُ ويَبْخُصُ في العـاداتِ والناسِ والقولِ
983. وم ا كنت أســـحـي كُشَّةً أو بسايلاً ولم يتركِ الحـــسَّانُ شعريَ للرَّسْلِ
984. يُخربِشُ فـوق الـرأسِ شمخاً وزلْغةً ويَترُكُـنــي العيَّارُ كالأقرعِ المَطلي
985. فما كلُّ مــا في الأمسِ يُسراً ونِعْمةً فقد ذُقتُ فيهِ مــا يُمِرُّ ومــا يُحلي
986. خَبِرتُ زمــــاناً قـد تقلَّبَ عيشُهُ وجرَّبتُ ما يُشــقي الحياةَ وما سلي
987. وذُقتُ سمومَ القيــظِ والقرَّ في الشِّتا ونقصاً من الخــيراتِ في زمنٍ مَحْلِ
988. فيــا حبــذا ذاكَ الـزمانُ وعيشُهُ ولو كانت الرَّمضاءُ في رِجلنا تَصلي!
989. ولو أنني قارنتُ يـــومي بما مضى لقـلــتُ بأن الأمــسَ أخيرُ للطفلِ
990. فضـــائلُه فاقـتْ نـواقصَ عيشِهِ وأصحابُه عاشوا علـى الفضلِ والبذلِ
991. وقلتُ بأن العيشَ فــي يومِ عصرِنا طِـلاءٌ وهـمٌّ وابتـــعادٌ عن الأهلِ
992. وأن حِــبـالَ الوصلِ بينَ أقـاربٍ عَراها نُحولٌ وانقــطاعٌ عن الوصلِ
993. فمــــا عادَ شَرْوانا صِغـارُ بلادِنا ولا نحنُ كـالأجدادِ في السعيِ للفضلِ
994. ولا عـــادَ حِبٌّ فـي الديارِ ووالِهٌ فكلٌّ عن الأحــبابِ يَنْأَى وفي شُغْلِ
995. ولا عادَ من يقـــرا عن الحُبِّ قِصةً كأخبار قـــيسٍ أو جميلٍ وعن جُمْلِ
996. فما عــــرفَ الأطفالُ بُوماً وبَغلةً ولا كـــانَةَ السُّكانِ أو موقعَ الزُّولي
997. ولا شاهَدوا خـــطفَ الشِّراعِ بِوَلْمَةٍ ولا سَمِـعـــوا النَّهَّامَ ينهَمُ في القَفلِ
998. ولا سَمِــعــوا خَرُّوفةً قبلَ نومِهمْ ولا هـــوَّدت في الليلِ أمٌّ على طفلِ
999. وما عَـرَفوا قَـفِّـيَّـةً في سـفـينةٍ ولا بيــطةَ الكُنْبارِ أو ريحةَ الصِّـلِّ
1000. ولا نقعةَ المفــتاحِ أو رَزْفَ فرحةٍ ولا مَرْيَحــانَ العيدِ تُنصَبُ في الظلِّ
1001. ولا لَعِباً في اللــيـلِ والبَدرُ ساطِعٌ ولا صَيدةَ القَـبقوبِ في البحَرِ الضحلِ
1002. ولا قَبَّةً في العــصـرِ تجمعُ إخوةً ولا عَركةَ الصـبيانِ لهواً على الرَّملِ
1003. فقد شغلَ الأطـــفالَ تلفازُ عصرِنا عــن الكُتْبِ والآدابِ والبحرِ والنخلِ
1004. وما قعدوا فـــوقَ القَعودِ لنُـزْهَةٍ ولا لامســـوا وَبْرَ السَّنامِ ولا الرَّحل
1005. وما عَرَفـــوا زَخَّ الخِطامِ لقَودِها وما فرَّقوا بين الحِمــــارِ ولا البغلِ
1006. وما سمعوا عنزاً تُطَرِّبُ فـي الحَويْ ولا عَرَفوا نطحَ التيوسِ ولا السخلِ
1007. وما شاهَدوا عَفْصاً ومَصْعاً لضرعةٍ إذا حُلبت شاةٌ لضـــيفٍ على رَسْلِ
1008. فغابت عنِ الأطــفـالِ آثارُ قومِنا وغـابَ تراثُ الأمسِ عن مُهجةِ الطفلِ
1009. وضاعت مع الأمــواتِ ألفاظُ قومِنا فيا ويحَ نَفــسي سوف يَجهلُها نَجْلي!
1010. فما عرفَ العُــــربانُ أنَّ كلامَنا تُراثٌ عريــقٌ في الفَصاحةِ والأصلِ
1011. فمــــا عابَنا بَـسٌّ نقـولُ ويِحَّةٌ ورَبعةُ إبـعـــيرٍ وغشمرةُ الخِــلِّ
1012. وما زَعِلَ الربــعُ الكِرامُ وعَنْفَصُوا إذا وُدِّمَ الإعـــوالُ في البيتِ للأكلِ
1013. وشربةُ مــايٍ في الشِّـرابِ مبرَّداً مويهاتُها جــاءت من الطُّوِيِ الجِبْلي
1014. ونســـمعُ سمَّاكاً إذا الليلُ قد سَجا يجدِّفُ بالشاحوفِ فـــي سَقيةِ الحَمل
1015. كأنَّ ليــالي الأمسِ بالأُسِّ أشّـرتْ ليصمُتَ من في الأرضِ في ظُلمةِ الليلِ
1016. فنسمعُ صوتَ المَوْيِ والسيفُ قد نأى عن الربعِ فوق الرملِ طاحوا على التَّلِّ
1017. ولو لُبِّقَ الكِبريتُ فــي دَجْنَةِ المَسا لَبانَ لنا فـــي السِّيفِ من هَمَّ بالختلِ
الشرح:
975. العرش: جمع عريش والعَريش: خيمة مبنية من سعف النخل. انظر رقم (15).
980. بارض: سعة الصدر (خليج)، والبارض: أول ما تخرج الأرضُ من نبت قبل أن تتبين (القاموس). وتبرضتُ فلانا: أخذت منه الشيء بعد الشيء، وتبرض حاجته: أخذها قليلا قليلا (لسان العرب). أسخو: أجود، والسخي: الكريم.
981. سوالف: جمع سالفة: القصة أو الحديث الطويل عن شيء مضى (خليج). وفي اللغة السالف: المتقدم، والسالفة: الماضية وجمعها سوالف(لسان العرب).
982. يبخص: يحذق ويفهم، والباخص: العارف وفي المثل الخليجي "راعي العوق أبخص بعوقه" (خليج)، وفي اللغة لها معانٍ أخر، فالبخصة: شحمة العين من أعلى وأسفل، البخص لغة في البخس: الظلم، وفي المثل "تحسبها حمقاء وهي باخِسٌ" (لسان العرب).
983. أسحي: أمشط الشعر ، فالسحي: تمشيط الشعر (خليج). وفي اللغة سحا الشعر: حلقه، وسحاءة أم الرأس: التي يكون فيها الدماغ (لسان العرب). كشة: شعر قمة الرأس الكثيف (خليج). الكُشة: الناصية أو الخصلة من الشعر (لسان العرب). البسايل: الشعر المعقوص والمتدلي (خليج). الحسَّانُ: الحلاق والمزين (خليج) وفي اللغة حسّن الشيء : زينه، وتَحَسَّن: حلق رأسه (المنجد).
984. يخربش: يخط بكتابة غير مستقيمة ولا مفهومة ، وفي لسان العرب الخربشة: إفساد الكتاب أو العمل (لسان العرب). الشمخ: الخدش، الجرح السطحي الرفيع (خليج). وفي اللغة شمخ الأنف: رفعه. الزلغة: الجرح العريض (خليج). وفي اللغة تزلغت رجله: تشققت (لسان العرب). العيار: الماكر، وفي المثل الخليجي "إلحق العيّار لَي باب بيته" (خليج). وفي اللغة رجلٌ عيارٌ: ذكي، والعرب تمدح بالعيار وتذم به، يقال غلامٌ عيار: نشيط في المعاصي وغلام عيار: نشيط في طاعة الله (لسان العرب).
985. ما يمرُ وما يحلي: لا يضر ولا ينفع (المعجم الوسيط) والمقصود هنا ما فيه مرارة وما فيه حلاوة.
989. أخيَرُ: أفضل (خليج) وليست كذلك في الفصحى ولكن في اللغة الشحرية من لغات العرب القديمة في جنوب جزيرة العرب: أخير: أفضل أو أحسن (عادل محاد مسعود مريخ: العربية القديمة ولهجاتها - منشورات المجمع الثقافي – الإمارات العربية المتحدة).
993. شَرْوانا: مثلنا.
994. حِب: حبيب. ينأي: يبتعد.
996. بوم وبغلة: أسماء سفن خليجية (خليج). الكانة: خشبة ذراع السكان يحركها البحار لتوجيه السفينة (خليج)، وفي اللغة كان: خضع واستكان (الهادي)، وقد يكون اللفظ مشتقاً من القان وهو شجر تصنع منه القسي (القاموس). الزولي: مرحاض السفينة (خليج).
997. خطف الشراع: رفعه على الدقل وهو الصاري (خليج). ولمة: ملاءمة الريح لإبحار السفينة (خليج). النَّهَّام: مغني السفينة (خليج).
القفل: الرجوع.
998. خروفة: قصة خرافية (خليج) وفي اللغة الخرافة: الحديث الباطل (المنجد). هودت: غنت للطفل كي ينام (خليج).
999. قفية: كل بكرة خشبية في السفينة تسمى قفية وجمعها قفافي (خليج) وفي اللغة القُف: ثقب في الفاس يثبت فيه نصابها (المعجم الوسيط). بيطة: ربطة الحبال الجديدة المعدة للمرساة لم تستخدم بعد (خليج). الكنبار: الحبل المصنوع من الليف (خليج)، وقد تكون الكلمة دخيلة وقد تكون كنبار تحريف قُـنَّب: نبات حولي ليفي يفتل لحاؤه حبلاً (المعجم الوسيط). الصِّـل: الزيت المستخرج من السمك تطلى به السفن (خليج)....انظر (49).
1000. نقعة: صوت الانفجار (خليج). الرزف: الرقص المصاحب بالغناء (خليج) والمصطلح يمني الأصل حيث إن في اليمن الرَّزْفَة: ضرب من الأهازيج الرجالية الشعبية يؤدونها في صفين متقابلين يتقدم صف ويتقهقر صف في حركات راقصة. جمعها رزفات. (المعجم اليمني في اللغة والتراث). المريحان: جمع مريحانة (خليج) وهي المرجحانة أو المرجوحة. القبقوبِ: سرطان البحر (خليج).
1002. قَبَّة: كرة (خليج) وفي اللغة القُبّة: بناء مستدير مقوس ومجوف (المعجم الوسيط). العرْكة: المرة من القتال.
1004. القعود: الناقة الفتية. الرحل: مايوضع على ظهر البعير كالسرج أو الأثاث.
1005. زخَّ: أمسك (خليج) أما في اللغة فزخَّ: دفع (لسان العرب).
1006. تُطَرِّب: التطريب صوت العنز وهي تنادي سخلها، وفي المثل الخليجي "عنز الحي ما طّرّب" (خليج) وفي اللغة طرَّب: غنى، وإبلٌ طِراب: تنزع إلى أوطانها. الحوي: ما يحتويه سور البيت (خليج). الحَويَّة: حوش البيت (المعجم اليمني في اللغة والتراث).
1007. العفص: الثني، ويعفص يضغط بالأصابع على الشيء حتى ينثني (خليج) وفي اللغة العِفاص: الوعاء الذي تكون فيه النفقة من جلد أو خرقة وهو من العفص ومن الثني والعطف (لسان العرب). مصع: مدَّ (خليج) وفي اللغة المصع: التحريك (لسان العرب). رَسْل: مهل.
1008. المُهجة: دم القلب، ولا بقاء للنفس بعدما تراق مهجتها (العين) وهي كذلك الدم أو الروح (المنجد).
1011. بَـسّ: يكفي (خليج) وفي اللغة بسْ بسْ : ضرب من زجر الإبل (لسان العرب). اليحُّ البطيخ الأحمر (خليج) وأصلها جُح فقلبت الجيم ياءً كما هو مألوف في لغة أهل الخليج وجح أيضا أصلها الحقيقي قُح، حيث إننا في الخليج نقلب القاف جيماً أيضا، وفي اللغة القُح: الخالص من كل شيء، ويقولون للبطيخة التي لم تنضج: قُح، وقيل القح البطيخ آخر ما يكون، وذُكر في لسان العرب أيضا أن الجُحَّ: صغار البطيخ والحنظل قبل نُضجه واحدته جحة، وجَحَّ الرجل إذا أكل الجح وهو البطيخ المشنج (العين ، لسان العرب). للبطيخ أسماء عديدة فهو البطيخ في مصر، وفي الشام الجَبَس، والرقّي نسبة إلى الرقة في العراق، والدلاّع في المغرب (معجم متن اللغة). ربعة: ركضة، ورَبَعَ ركض (الخليج) وفي اللغة الربع: عدو فوق المشي (العين). إبعير: بعير، حيث إننا نضيف همزة وصل بعد حذف حركة الحرف الأول من الكلمة التي في بدايتها حركتان، ففي المثل الخليجي "سير ابْعيد وتعال سالم" أي بَعِيد وكذلك المثل "غالي وطلب اْرخيص" أي رَخِيص (خليج). غشمر: الغشمرة: المزاح (خليج) وفي اللغة الغشمرة إتيان الأمر من غير تثبت وغشمر السيل: أقبل (لسان العرب).
1012. زَعِل: غضِب (خليج) وقد أقرها حديثا مجمع اللغة. الربع : الأصدقاء (خليج). عنفص: اغتاظ وزعل (خليج) وفي اللغة العِنفِصُ: المرأة الخبيثة القليلة الحياء (لسان العرب). وُدِّمَ: عمل منه أكلة خليجية تسمى الودام (خليج) والكلمة مشتقة من الإدام وهو ما يستمرأ أو يستساغ به الخبز. الإعوال: الجرجور الصغير المجفف وهو سمك القرش (خليج) وفي عمان أي سمك مجفف مشقوق والعمانيون يقولون: "العِوال مُجمِّل الأحوال" (الحارثي: إزاحة الأغيان عن لغة أهل عمان).
1013. ماي: ماء (خليج). الشراب: جمع شَرْبة وهو إناء من فخار يبرد فيه الماء (خليج). الشربة: الإناء يشرب فيه (المعجم الوسيط). مويهاة: جمع مويهة: تصغير ماء. الطُّوي: البئر (خليج). أما في الفصحى فهي طوية أو بئر مطوية، وقد ورث الخليجيون لفظة طوي من لغات عربية أقدم من الفصحى في جنوب الجزيرة العربية فقد وردت هكذا في لغات الأحقاف (عادل محاد مسعود مريخ: العربية القديمة ولهجاتها - منشورات المجمع الثقافي – الإمارات العربية المتحدة). الجبلي: القبلي، نحو القبلة أي الغرب (خليج).
1014. سجا: سكن وأظلم وفي القرآن الكريم "والليل إذا سجا" أي سكن. الشاحوف: قارب يستعمل لصيد السمك (خليج). سقي البحر: مدّه. الحَمْل: أقصى ارتفاع المد في بداية الشهر العربي ومنتصفه (خليج) وفي اللغة الحمَل: السحاب الكثير الماء (لسان العرب).
1015. أُسٌ: لفظة خليجية غالبا ما تنطق مع وضع الأصبع (السبابة) على الشفة وهي إشارة زجر لمتكلم كي يصمت أو يسكت (خليج). وفي اللغة هسَّ الطفلَ: زجره ليسكت، والهس: الهمس والكلام الخفي الذي لا يفهم (المعجم الوسيط).
1016. الموي: الموج (خليج). طاحوا: استلقوا، وطاح: سقط ، وفي المثل الخليجي "حفر حفرة وطاح فيها" وكذلك "زَهِّب القماط قبل ما يطيح الولد" فزهب أي جهز (خليج) وفي اللغة طاح: تاه، أشرف على الهلاك (المنجد).
1017. لُبِّق: أشعل ولبَق (بدون تشديد الباء): لصق، وفي المثل الخليجي "من سبق لبق" (خليج)، وفي اللغة امرأة لبيقة: ظريفة ويلبق بها كل ثوب، لبّق الثريد: خلطه (لسان العرب).