أبو علي وإفطار لسوزان
مناسبة القصيدة: لقد زار الشاعر في طريق عودته إلى الولايات المتحدة صديقه حسن نعمة سنة 1969، وكان حسن طالباً في جامعة كامبرج في المملكة المتحدة. فكتب الشاعر قصيدة وهو ضيف في شقته يطري اللقاء آنذاك. وترك القصيدة مع صاحبه ولم يحتفظ بنسخة منها. ولقد تذكر صدر المطلع ولم يتذكر بقية القصيدة. ففي زيارته لحسن في دلهي – الهند في 8-1-1987 قرر أن يعيد الكرة بقصيدة جديدة عن زيارته له في الهند على نفس وزن وقافية القصيدة التي ضاعت.
(أبو عـليٍّ وإفطارٌ لـسـوزانِ) أنشودةٌ صغتُـها والدهـرُ أنساني
بالأمسِ زُرتُك في كمبرجَ مبتهـجاً نعمَ الصديقُ وفي كَمْبِرْجَ تلـقاني
نعمَ الصــديقُ صديقٌ كلُّهُ أدبٌ والفنُّ فيهِ أصـيلٌ مـا لـه ثانِ
واليومَ أنتَ وفي دلهيَّ مبتسمٌ للزائرِ الضيفِ للإنســـانِ سيـانِ
أتيتُكَ اليومَ تجـديداً لصـحـبَتِـنا قمْ ننظمِ الشعـرَ إنّ الشـعرَ أغراني
عطرُ النسيمِ من البـســتانِ أنعشني كأننـي ميّتٌ والـعِـطرُ أحـياني
فاليومَ جئتكَ والبــسـتانُ يغمُـرُه أبو عـــليٍّ بأطـــيارٍ وغِزلانِ(1)
بعضُ الحمام على الأغصان في طربٍ صوتُ الحمامِ على الأغصانِ ألهاني
ورُبَّ عزفٍ طَوالَ اللـيلِ عندكمُ حشدتَ للعزفِ بعضَ الإنسِ والجانِ(2)
كم خدَّرَ اللحنُ أجفاني وأنعسني وأبعدَ القلبَ عـن همٍّ وأحـزانِ
نعمَ النشيدُ من الأشجارِ أسمَعُـهُ عزفُ الغصونِ وسحرُ اللحنِ أشجاني(3)
كم زانَ كـوخَكَ سَــجّادٌ وأنسجةٌ ومعدِنٌ فوقَ أخـــشابٍ وأشطانِ
فالكوخُ يرقُصُ والبــستانُ يُلهِمُني بيتاً من الشعرِ من أعماقِ وجــداني
يا صاحبَ الكوخِ إنّ الشايَ مُختمِرٌ هنديّـك الآنَ حـيّاني وأسـقاني
فاشرب نعمتَ شراباً لا مثـيلَ له وقد جلستَ لشربٍ مثلَ ظــمآنِ
الهوامش:
-
بيت الدكتور حسن في الهند به حديقة واسعة تحتوي على غزلان طليقة.
-
أقام الدكتور في بيته أثناء إقامة الشاعر عنده حفلة موسيقية كبيرة دعا لها كبار الفنانين الهنود.
-
ينبعث صوت الموسيقى من الأشجار في الحديقة لأن الأشجار موصلة بأسلاك وسماعات.