top of page

عار الجريمة

قصة القصيدة: جلبت المنظمة اليهودية الصهيونية في أمريكا (بناي برث B'nai Brith) رجلاً ادعت أنه عضوٌ عربيٌ في الكنيست الإسرائيلي، وطافت به عدة ولايات أمريكية، يحاضر عن الصراع العربي الإسرائيلي. ولقد تأكد الشاعر فيما بعد بأن المحاضر درزي وعضو في الكنيست فعلاً. وقد حضر الشاعر محاضرته التي ألقاها في جامعة كولورادو. وكان المحاضر وللأسف يتبنى وجهة نظر الصهاينة، ويلوم العرب في صراعهم مع اليهود عبر التاريخ. ولقد أغاظ الشاعرَ كلامه فهجاه بهذه القصيدة.

ولقد عثر الشاعر حديثاً على صورة من رسالة مؤرخة في 6-3-1969، كتبها عن ذلك الشخص إلى الأستاذ الدكتور فايز الصايغ، الذي كان مستشاراً لبعثة الكويت في الأمم المتحدة. وكان قد قدم قبل ذلك بفترة وجيزة إلى بولدر، بناءً على دعوة من الشاعر بصفته رئيساً للنادي العربي في بولدر _ كولورادو، وألقى في احتفال الطلبة العرب السنوي محاضرة عن القضية الفلسطينية. وكان أفضل متحدث عن القضية. ومما ذكر الشاعر له في رسالته:

"أرفق لكم ما كتبته جريدة الجامعة عن حديثكم. ولقد سُررنا جميعاً بما سمعناه منكم، ولا زلنا نسمع تعليقات الذين حضروا اليوم العربي عن حديثكم. ولقد أحدث كلامكم تغييراً في تفكير بعض الذين لم نكن نحلم بإمكانية إقناعهم بعدالة قضيتنا. أما الصهاينة فردة فعلهم قد ظهرت بتركيز شديد على بولدر، فكانوا قد أتوا أمس بإسرائيلي يدعي أنه عربي اسمه (يوسف خميس)، وقد سمعت حديثه وكان أسوأ من أي صهيوني أتى إلينا في بولدر، ولكن من حسن الحظ لم يحضر محاضرته إلا ثلاثون شخصاً، سبعةٌ منهم عرب والبقية يهود. ومع أن حديثه أقل من أن يذكر لشخص في مقامكم، ولكن اعذرني إذا ذكرت لكم بعض ما قال، لأنه أثار في نفسي مرارة، لكونه يتحدث على أساس أنه عربي. وما يلي خلاصة ما قال:

قومنا ارتكبوا أكبر الأخطاء.

فتح حركة صهيونية للعرب مثل الحركة الصهيونة لليهود.

فتح تبحث عن بطولة. وأتوقع أن تستولي على الأردن في يوليو القادم، وهذا شيء جيد لأنها ستكون عند ذلك مسؤولة عن تصرفاتها.

قضية اللاجئين ألعوبة بيد الحكومات العربية.

أشاد بالديمقراطية في إسرائيل.

كما أن الصهاينة سيأتون بمتحدث إسرائيلي من كاليفورنيا الأسبوع القادم.

هذا وشكراً جزيلاً على تشريفكم لنا بحضوركم، وآمل أن نراكم في مناسبات سعيدة قادمة".

ثم أرسل الشاعر للدكتور فايز بعد أسبوع رسالة أخرى متضمنة قصيدة الهجاء هذه.

 

عارُ الجريمةِ في عينـيكَ   يرتسِمُ       يا  خائناً  في  ثــيابِ  البـغـيِ  يلتثمُ

تيتَ   تفخـرُ باسـرائيلَ   منتصِراً       وجسمُ   أُختِكَ    بالنَّـابـلمِ     يُلـتَــهمُ

فإن أفضـتَ  بمدحٍ  كــاذبٍ  فلقد       فضحتَ نفـسَـكَ، أنتَ   الـيومَ  مُتَّهَـمُ

يا خائناً كاذباً تُطري العِدى زمناً        يا  ويـلَ  أمِّكَ  قـد  زلّتْ بكَ  القــدمُ

أما   كفـتكَ   أحـــاديثٌ   تـردِّدُها       عمّا أشادوا وما  حاكوا وما  زعموا؟

حتى ذهبتَ إلى التـاريخِ   تَنسِفُهُ       تقـولُ:   خيـبرُ  كانـت   دولـةً   لهـمُ

ألا اعترفتَ بعـهدٍ للرسولِ  قضَوا       فخالفوا العهدَ، هم خانوا وهم  ظلموا

يا ذا الخِيانـةِ إن لم ينهكمْ  شرفٌ       ولا   ذِمامٌ  ولا  قُــربى   ولا  رَحِـمُ..

عن أن تبيعوا إلى اسرائيلَ أمَّتَكمْ       وتترُكوا  العــارَ  والأهوالَ    ترتكِمُ..

تبًّا لكم، فلـقـد   بعـتم   ضمائرَكم       ما  للضمـائرِ   تأنــيبٌ   ولا   نــدمُ؟

يأيها الخائنُ المدسـوسُ  موعدُكم       شنقٌ   وســحــلٌ  ونيرانٌ  لها   حُممُ

لا  بارك  اللهُ فيـما  جئـتَ  تفعلُهُ       فاللهُ   يـلـعـنكمْ    والعُـربُ   والعـجمُ

   بولدر- كولورادو 12-3-1969  

bottom of page